بقلم : د حسين التميمي يُلاحظ في المشهد الديني والفكري المعاصر أن بعض المنتسبين إلى الإيمان، حين تُقام عليهم الحجة ويتبيّن ضعف مادّتهم العلمية أو محدودية أدواتهم البحثية، لا يُسلمون للحق ولا يقفون للتأمل، بل يُصرّون على مواقفهم الباطلة ويستسلمون لغرورهم، وكأنّ العزّة بالإثم صارت لهم شعاراً.وهذه الظاهرة لا تنفصل عن سياقٍ أوسع من أزمات الفكر والمنهج، إذ إنّها تعبّر عن خللٍ في ثقافة التعلّم والتلقي، حيث يختلط الإيمان بالذات بالحق، فيصبح الاعتراف بالخطأ ضرباً من الهزيمة، لا خطوةً في طريق النضج العلمي.وغالباً ما يكون هذا السلوك نتاجاً لجهلٍ مركبٍ يجعل صاحبه لا يدرك مقدار ضعفه، أو لرغبةٍ دفينة في الظهور وطلب الشهرة عبر افتعال الخلافات ورفع الشعارات التي تُرضي العوام، أو نتيجة لتأثيراتٍ خارجيةٍ خفيةٍ تسعى لزرع الفتنة بين المؤمنين وتشتيت صفوفهم تحت غطاء النقاش العلمي. وما يدعو للأسف أنّ هذه الحالات تحوّل الحوار من وسيلةٍ للبحث عن الحقيقة إلى ساحةٍ للمناكفة والانتصار للذات، مما يضعف روح التفاهم ويُطفئ نور الموضوعية.وإنّ الواجب على من ينتمي إلى طريق الإيمان أن يتعامل مع الفكر بعينٍ نقديةٍ صادقة، وأن يتعلم كيف يُراجع نفسه دون حرج، فالحقيقة لا تخضع للأهواء ولا تُصنع بالصوت الأعلى، بل تُكتشف بالتجرد والبحث النزيه. ومن لا يمتلك شجاعة الاعتراف بالحق يظلّ أسير ذاته مهما رفع من شعارات الإصلاح والمعرفة.
الدكتور حسين التميمي يشارك في مؤتمر الكوفة الفلسفي الثاني
شارك الدكتور حسين التميمي في مؤتمر الكوفة الفلسفي الثاني بمدرسة الكوفة الفلسفية والكلامية: قراءات معاصرة الذي أقيم في رحاب كلية الآداب – جامعة الكوفة، بالتعاون مع مسجد الكوفة المعظم ومركز دراسات الكوفة، يوم الأربعاء الموافق 15-10-2025م.وجاءت المشاركة البحثية للدكتور التميمي بعنوان:📘 “مفهوم الإنسان في الفلسفة الغربية الحديثة: مراجعة نقدية من منظور ديني”وتناول البحث بالدراسة والتحليل تطور مفهوم الإنسان في الفلسفة الغربية الحديثة عبر مرحلتين أساسيتين:المبحث الأول: تطور مفهوم الإنسان في الفلسفة الغربية الحديثة، وتضمَّن مطلبين: 1. الإنسان بوصفه ذاتًا عاقلة في الفلسفة الديكارتية والتنويرية.2. الإنسان في الفلسفات المادية والوجودية (ماركس، فرويد، نيتشه، سارتر).والمبحث الثاني: التصور الديني للإنسان: الأسس والمفاهيم، وتضمَّن مطلبين:1. الإنسان في القرآن الكريم: الكرامة والخلافة والتكليف.2. الإنسان في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام): البعد الروحي والتربوي. 🔹 نتيجة البحث المهمة:خلص الباحث إلى أنَّ الفكر الغربي الحديث، رغم تطوره الفلسفي والعلمي، لم يمنح الإنسان حقَّه الكامل في إنسانيته، إذ اختزل جوهره في العقل أو المادة أو الرغبة أو القلق، بينما قدّم التصور الديني – وكما في القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) – رؤية شاملة ومتكاملة للإنسان تجمع بين الروح والعقل والجسد والفطرة، وتعيد إليه مركزية الكرامة والمسؤولية والغاية من الوجود.وبذلك قدّم البحث مقاربة نقدية أصيلة تُسهم في إعادة بناء المفهوم الإنساني على أسس معرفية وأخلاقية مستمدة من الهدي الإلهي ورؤية أهل البيت (عليهم السلام)