صرح د.حسين التميمي أن الحلول القرآنية لاستئصال الفساد في فكر أهل البيت (عليهم السلام) دراسة تحليلية مقارنة” أهميته من كونه يعالج واحدة من أخطر الظواهر التي تهدد استقرار الدول والمجتمعات، وهي الفساد، رابطًا بين النص القرآني والموروث الروائي من جهة، وبين واقع الإدارات العالمية المعاصرة من جهة أخرى. فقد تناول المبحث الأول للمطلب الأول مفهوم الفساد الإداري وصوره في القرآن والسنة كالرشوة، غسيل الأموال، التهرب الضريبي، وسوء استخدام السلطة، مبرزًا أن جذوره تعود إلى أزمة قيمية وأخلاقية أكثر من كونها إخفاقات قانونية. أما والمطلب الثاني فقد ناقش أثر غياب الإيمان وضعف الضمير المهني في صناعة بيئة خصبة للفساد، مستشهدًا بإحصائيات وتقارير دولية (2023) وضعت دولًا مثل جنوب السودان وسوريا والصومال في مقدمة الدول الفاسدة، مقابل نماذج ناجحة كالدنمارك وفنلندا التي بنت نزاهتها على ترسيخ ثقافة المسؤولية. وفي المبحث الثاني في المطلب الأول عُرضت رؤية أهل البيت (عليهم السلام) الإصلاحية من خلال مواقف عملية كإدارة الإمام علي (عليه السلام) العادلة للمال العام، وصلح الإمام الحسن (عليه السلام) كخطوة لحماية المجتمع من الفتن، مبينًا أن الحل القرآني والمعصومي يجمع بين إصلاح النفس والنظام. أما المطلب الثاني فقد ركّز على المقارنة بين الحلول الوضعية الحديثة والحلول القرآنية والمعصومية، مع بيان تجارب إصلاحية معاصرة ناجحة مثل سنغافورة، التي اعتمدت على التربية القيمية والرقابة المؤسسية الصارمة، لتكون مثالًا حيًا على إمكانية القضاء على الفساد.
وجاءت أهم النتائج:
١. عنوان البحث يعكس حاجة العصر لإعادة قراءة القرآن وفكر أهل البيت (عليهم السلام) كمرجعية أصيلة لمعالجة الفساد.
٢. الفساد الإداري لا يُعالج بتغيير القوانين فقط، بل يتطلب إصلاحًا جذريًا في البنية القيمية والأخلاقية للمجتمع.
٣. غياب الإيمان والضمير المهني هو القاسم المشترك بين معظم الدول المتصدرة لقوائم الفساد عالميًا.
٤. محاربة الفساد في الفكر القرآني والمعصومي تقوم على الجمع بين إصلاح النفس وإصلاح النظام.
٥. تجارب الأئمة (عليهم السلام) تمثل نماذج عملية قابلة للاستلهام في الإصلاح السياسي والاقتصادي.
٦. الحلول القرآنية والمعصومية أوسع وأعمق من القوانين الوضعية لأنها تركز على بناء الإنسان قبل النظام.
٧. مكافحة الفساد تمثل تحديًا حضاريًا وأخلاقيًا أكثر من كونه تحديًا قانونيًا أو إداريًا.