تشهد عدة ولايات سودانية موجة فيضانات غير مسبوقة، تسببت في غمر قرى وأحياء سكنية على ضفاف النيل، وسط تحذيرات من خطورة استمرار ارتفاع منسوب المياه. وتعود هذه الأزمة، وفق متابعين، إلى الإجراءات الأحادية التي اتخذتها إثيوبيا بشأن سد النهضة، حيث قامت مؤخرًا بتقليص عدد بوابات المفيض المفتوحة والاكتفاء ببوابتين أو ثلاث، مما أدى إلى زيادة الضغط على السدود السودانية.
وأوضحت التقارير أن سد الروصيرص، الذي يتميز بسعة تخزينية محدودة، استقبل تدفقات مائية تجاوزت 750 مليون متر مكعب يوميًا على مدى عشرة أيام متتالية، وهو معدل يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامته. كما شهدت عدة سدود أخرى في السودان ارتفاعًا ملحوظًا في التصريفات اليومية، منها سد سنار بواقع 688 مليون متر مكعب، وسد مروي بأكثر من 730 مليون متر مكعب.
في مصر، اتخذت وزارة الموارد المائية والري استعدادات مبكرة لمواجهة التدفقات المائية، حيث يواصل السد العالي استيعاب كميات كبيرة من المياه القادمة من السودان ومن سد النهضة، والتي بلغت خلال سبتمبر أكثر من 700 مليون متر مكعب. هذه الاستعدادات تزامنت مع بدء السنة المائية الجديدة في أول أغسطس، وهو التوقيت الذي يشهد عادة ذروة الإيرادات السنوية.
أما في السودان، فقد أعلنت وزارة الري والموارد المائية استمرار ارتفاع المناسيب خلال الأسبوع الجاري، مؤكدة أن مناطق عدة على ضفاف النيل تواجه خطرًا داهمًا بعد أن اجتاحت المياه الحواجز وغمرت الأحياء السكنية في مناطق “العسال، طيبة الحسناب، الشقيلاب، الكلاكلات”.
ويشير خبراء إلى أن فيضانات هذا العام جاءت في توقيت غير تقليدي، إذ سُجلت في أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر بدلًا من أغسطس المعتاد، مما يعكس تأثير القرارات الإثيوبية على مسار النيل وتدفقاته، ويضع السودان أمام تحديات إنسانية وبيئية كبيرة.











