من ملاعب المدرسة، بدأ عبدالعزيز يحيى حمل مضرب الريشة الطائرة وهو لم يتجاوز التاسعة من عمره، دون أن يتخيل حينها أن هذا الشغف سيقوده، بعد سبع سنوات، ليكتب اسمه في سجل الإنجازات كأول لاعب إماراتي يحقق ميدالية في بطولة رسمية تابعة للاتحاد الدولي للريشة الطائرة.
في بطولة بلغاريا للناشئين، شكل صعود عبدالعزيز إلى منصة التتويج لحظة استثنائية لرياضة الريشة الطائرة الإماراتية، إذ ارتفع علم الدولة في مشهد حمل رمزية خاصة، بوصفه تتويجاً لجهود لاعب شاب يمثل جيلاً جديداً من الموهوبين، وجاءت الميدالية البرونزية التي أحرزها في منافسات الزوجي مع زميله ريان ملحان، لتكون محطة مفصلية تعكس قدرة أبناء الإمارات على المنافسة في المحافل الدولية بثقة واقتدار.
وفي تصريحات لـ«البيان»، أوضح عبدالعزيز يحيى، لاعب نادي النصر والبالغ من العمر 16 عاماً، أنه بدأ مشواره مع رياضة الريشة الطائرة في سن التاسعة، حين تعرف عليها للمرة الأولى خلال نشاط مدرسي، لتتحول لاحقاً إلى شغف يومي ومسار رياضي اختاره عن قناعة، وقال عبدالعزيز إن تتويجه في بطولة بلغاريا شكل لحظة فخر كبيرة، معبراً عن سعادته بهذا الإنجاز التاريخي، الذي اعتبره ثمرة جهد سنوات من العمل والتدريب، ليس له وحده، بل لكل من ينتمي إلى لعبة الريشة الطائرة في الإمارات، مؤكداً أن هذه النتيجة تمنحه دفعة قوية لمواصلة التطوير والمنافسة على مستوى أعلى.
تحديات
ورغم أهمية هذا الإنجاز ومكانته في مسيرة عبدالعزيز، إلا أن الوصول إليه لم يكن سهلاً أو خالياً من التحديات، فقد واجه محطات صعبة شكلت اختباراً حقيقياً لإصراره، ومن بين أبرز التحديات التي مر بها، إصابة قوية في الركبة، لازمته لأكثر من عام، وأثرت بشكل واضح على مستواه الفني وبرنامجه التدريبي، قائلاً: «فترة الإصابة كانت من أصعب الفترات في مشواري، شعرت خلالها بالإحباط أحياناً بسبب ابتعادي عن الملاعب، لكنها علمتني الكثير عن الصبر والالتزام، وبفضل المتابعة الطبية المستمرة والدعم الذي تلقيته من المحيطين بي، استطعت تجاوزها والعودة تدريجياً».
وأضاف: «رغم تجاوز الإصابة، ما زلت أواجه تحديات أخرى تتعلق بالجوانب البدنية، خصوصاً ما يرتبط بالوزن والكتلة العضلية، لكنني أتعامل معها بجدية، وأسعى من خلال التدريب اليومي والالتزام الغذائي إلى تحسين هذه الجوانب وتعزيز جاهزيتي للمنافسات المقبلة».
تطوير
ولم يكن التطور اللافت في مستوى عبد العزيز محض صدفة، بل جاء نتيجة مباشرة لالتحاقه ببرنامج «مسار النخبة» الذي أطلقه اتحاد الإمارات للريشة الطائرة بالتعاون مع وزارة الرياضة، بهدف صقل المواهب الواعدة وتأهيلها للمنافسات الدولية، وأكد عبدالعزيز أن البرنامج شكل نقطة تحول في مسيرته، قائلاً: «أسهم برنامج مسار النخبة بشكل كبير في تطوير مستواي، من خلال توفير تدريبات منتظمة ومكثفة، إلى جانب الاحتكاك المستمر بلاعبين من مستويات متعددة، وخلق هذا التنوع بيئة تعليمية غنية، نتبادل فيها الخبرات ونتعلم من بعضنا البعض باستمرار، في كل حصة تدريبية أكتسب مهارة جديدة، ولا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر لكل من يشرف على هذا البرنامج، فقد كانوا داعمين ومتابعين بكل إخلاص».
وعلى الرغم من صغر سنه، يتمتع عبدالعزيز برؤية طموحة لمستقبله الرياضي، حيث أكد أن هدفه القريب يتمثل في التتويج بلقب كأس العرب، فيما يضع نصب عينيه على المدى البعيد التأهل إلى أولمبياد لوس أنجلوس 2028، والدخول ضمن قائمة أفضل عشرة لاعبين على مستوى العالم، قائلاً: «أدرك أن الطريق مليء بالتحديات، لكنه ليس مستحيلاً، فبالعزيمة والتدريب والانضباط يمكن تحقيق كل ما أطمح إليه».