في صيف استثنائي يتجاوز الترفيه المعتاد، تعود العاصمة السعودية لتؤكد مكانتها كمركز إقليمي للفنون والثقافة، مع انطلاق النسخة الثانية من مهرجان الرياض لموسيقى الأفلام.
بتنظيم من الهيئة الملكية لمدينة الرياض، وذلك خلال الفترة من 30 يوليو إلى 9 أغسطس 2025 في القاعة الحمراء بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
الحدث الذي طال انتظاره لا يُشبه غيره، فهو لا يقدم عروض أفلام تقليدية، ولا حفلات موسيقية عادية، بل ينسج تجربة غامرة تمزج بين الصورة والصوت، السينما والموسيقى، الذاكرة والحضور، ليُولد عرض جديد تمامًا، لا يُنسى.
الفكرة بسيطة لكنها بليغة: تُعرض أفلام عالمية على شاشة ضخمة، بينما تُعزف موسيقاها الأصلية مباشرة أمام الجمهور بأداء أوركسترالي حيّ. تلك المقطوعات التي طالما مرّت في الخلفية تتحول هنا إلى بطل رئيسي، وتُعاد صياغة المشاهد التي نعرفها لتُروى من جديد عبر الإحساس الموسيقي اللحظي.
مهرجان موسيقى الأفلام لا يأتي منفصلًا عن الديناميكية الجديدة التي تعيشها العاصمة، بل هو انعكاس مباشر لرؤية السعودية 2030، وسعي الهيئة الملكية لمدينة الرياض لتحويل المدينة إلى منصة عالمية للثقافة والفنون.
ويتزامن المهرجان هذا العام مع كأس العالم للرياضات الإلكترونية، في تقاطع ذكي بين الأنماط الثقافية المختلفة — الكلاسيكي منها والرقمي — مما يخلق مشهدًا حضريًا غنيًا ومتعدد الأبعاد، يستقطب مختلف الأذواق والأعمار.
و الحدث لا يقتصر على عشاق السينما أو الموسيقى فقط، بل هو مساحة مفتوحة لكل من يبحث عن تجربة حسية مغايرة، تلامس الداخل وتوقظ الحواس. إنه دعوة للإنصات، لإبطاء الزمن، والتأمل في التفاصيل التي اعتدنا رؤيتها دون أن نمنحها انتباهًا كافيًا.
هنا، تتحوّل الشاشة إلى خشبة مسرح، والموسيقى إلى حوار، والمشاهد إلى تجربة تعاش لا تُشاهد فقط.